Kesesatan Sebagian Peruqyah

الموسوعة الذهبية في أخطاء أصحاب الرقية الشرعية
كتبه أبو البراء
الجزء الأول
بسم الله الرحمن الحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي البشير السراج المنير خير من صلى وصام ونصح الأنام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم . وبعد


انه في عصر اختلطت فيه الأمور بين الحق و الباطل و غلب فيه الباطل عـلى الحق , والشر على الخير
وخاصة أننا نتحدث عن أمر أختلط فيه الحابل بالنابل , وحيث أن الرقية الشرعية تعتبر من هـذا التشريع الذي سنه لنا رسول الله صلـى الله عليه و سلم , فكان لزاما علينا أن نأصل هذا النوع مـن أنواع الفقه في الرقيـة الشرعية. و لا ندعى الكمال و لا كمال العلم و لكن هو عطاء المقل واجتهاد مـن طالب علم سائلين الله أن يسدد خطانا و يعلمنا ما جهلنا و أن يفقهنا في ديننا .
ولما أصبحت الرقية الشرعية منتشرة انتشارا عظيما على مستوى العالم الأسلامي بـل العالم اجمـع , و حيث انـه اصبح كثير مـن المعالجين و المتحدثين يدلى بدلوه دون الرجوع الى الأصل في كثير من الأحيان , وعندنا الأصل كتابالله و سنة نبيه محمد صلى الله عليه و سلم . من هذا المنطلق أحببنا أن نوصل الى أحبتنـا وأخواننا فى الأسلام ما كتبه أهل العلم , وماأصله السلف الصالح الذي فيه قدوتنـا النبي محمد صلى الله عليه و سلم و ما اخبرنا به عن الله ليقودنا جميعا الـى الله . وعندما نتمعن الرقى في هذا الزمان و في غيره من الأزمنة و ما أدخل فيها وما أضيف اليها, نجد أن كثيرا من الأمور لم تكن في عهد النبي صلى الله عليـه و سلم , و لا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم, و لا في عهد التابعين من بعده فكان على الراقي لزاماً أن لا يتعدى حدود الشرع
وأن يكون وسطاً لا إفراط ولا تفريط وأن يأخذ بالكتاب والسنة وأن يعض عليهما بالنواجذ
و أن يغرف مما غرف منه الأوائل وينهل مما نهلوا منه و أن يكون على ما كانوا عليه
وبدلاً من أن يقوم الراقي بدوره كمعالج وناصح لهؤلاء المرضى وإفهامهم أن ما يسمعون وما ينطق به الشياطين على لسان المريض ما هو إلا للخراب وليس للإصلاح،وأن هؤلاء الشياطين يعتدون، والقرآن عدوٌ لهم ولكل أفاك أثيم، مع أن هذا المريض أو مرافقه قدم من مكان بعيد قاصداً هذا الراقي الذي ظهر عليه من مظهره فقط سمات أهل الخير والدين وظن أن هذا الرجل شيخ فاضل، ولا يقول إلا الحق، ولهذا ينخدع المريض بهذا الراقي ويتقبل كل ما يقوله ولا يدري هذا المريض أن هذا الراقي غير موفق بهذا التشخيص، ويقول ما لا يعلم، فرب سائل يسأل لماذا هذه الموسوعة ؟
والجواب أن هذه هذه الموسوعة جاءت في وقتها لتدق أجراس الخطر مما ألت إليه الظاهرة من بدع وضلالات على مستوى الممارسة الواقعية العملية الحاصلة من كثير ممن إشتغل بالرقية الشرعية فاختلط فيها الحق بالباطل والخطاء بالصواب وإنطلاقاً من
قول الرسول صلى الله عليه وسلم (كل ابن أدم خطاء وخير الخطآين التوابين )
وليس العيب الرجوع عن الخطاء ولكن العيب الإستمرار فيه ومن باب معرفة الشر
لتوقيه وقد كان أبي حذيفة رضي الله عنه يقول ( كان الناس يسألون رسوالله عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه ) وقد قيل :
عرفت الشر لا لشر لكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر وقع فيه
وفي النهاية إحقاقاً للحق نقول : أن بعض المعالجين قد خلطوا عملاً صالحاً وأخر سيئاً فوقعوا في صور من التوسع والمخالفات ولكن هذا لا يمنع أن هناك من الطيبين من المعالجين من يتحرى الحق ويحرص على الخير ويحذر الوقوع في البدع والمحرمات
فهذه الموسوعة هي جهد المقل .
( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه انيب )
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أخطاء تتعلق بالعقيدة والاعتقاد
إن من بعض الذين دخلوا في علاج الناس بالرقية الشرعية يمارسون أمورا خطيرة تتعلق بالعقيدة والاعتقاد ومنها :
1ـ إن كثيرا من المعالجين وللأسف الشديد يرجمون بالغيب من حيث يعلمون أو لا يعلمون وهذه مسألة خطيرة تتعلق بالاعتقاد كأن يقولوا للمريض أنت مصاب بعين ، أو بسحر ، أو بمس والمس ابكم لا يتكلم ..!و في هذا تفصيل
2ـ أن بعضهم من جهلهم بالرقية الشرعية يعتبر كل أمر يلم بالإنسان إنما بسبب الجن وهذا يعد عبثا بالمفاهيم وغلطا كبيرا يرتكبه هؤلاء وهو اتهام موجه لخلق الله من الجن وحكم عليهم وهم براء منه بهذه الصورة..
3ـ والبعض الآخر من الذين أقحموا أنفسهم في الرقية الشرعية يعتبر كل مريض يزور شيخا أو معالجا بالقرآن فيه مس من الشيطان وهذا أيضا خلل في المفهوم والعلم .
4ـ وبعض هؤلاء الدخلاء من الرقاة يرجمون بالغيب فانهم يقولون له أنت عندك مس وأنت متلبس فيك جني فيقول المريض لكن أيها الشيخ لم أشعر بشي أثناء القراءة ولم يتحدث علي لساني شيء ؟ فيقول (الشيخ ) الراقي المعالج أنت متلبس فيك جني ولكنه أبكم .
وهنا السؤال كيف عرف هذا المعالج أن هذا جني أبكم وهل هو يفهم لغة البكم ؟
أم أن لديه من يخبره بأن في داخل هذا الإنسان جني أبكم . وهذا استخفاف بالعقول والتكلم بغير علم بل هو الكذب وأكثر من ذلك فهو الرجم بالغيب .
5ـ أما البعض الآخر من هؤلاء المعالجين فيأخذ بكلام الجن الذي يكون فعلا متلبسا في الإنسان المريض ويصدقهم في كل أمر كأن يقول الجني أنا دخلت بواسطة العشق أو أنا دخلت بواسطة السحر أو أنا دخلت وأرسلني أهل زوجة هذا الإنسان أو أهل زوج هذا الإنسان . فيقوم هؤلاء المعالجين بأخذ الأمر بكل الجدية ومن هنا تثار الفتن بين الناس .
6ـ بعضهم يصنفون الجن بغير ما أنزل الله وبغير ما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ..فمنهم من يقول أنت عندك جني العشق وأنت عندك جني الهيام وأنت عندك جني الدراسة وأنت عندك جني المحبة وأنت عندك جني أزرق وأنت عندك جني الهروب من البيت كما وصل بعضهم إلى الادعاء بأن للجان ألوان وهكذا من هذه المسميات . فكيف يأتي هؤلاء الذين نسبوا أنفسهم إلى الرقية الشرعية بدون علم ويخبرون الناس بهذه الأكاذيب نعوذ بالله من الخذلان..فيصبح هؤلاء المرضى المساكين يعيشون الآم الأفكار والآم الوهم ويكون ذلك بسبب كلمة ألقاها أحد هؤلاء المعالجين في أذنه .
7ـ الإستعانة بالجان
* الاستعانة بالجان وذلك عندما يقرا المعالج على المريض فينطق الجان المتلبس به على لسانه فيساله عن أحوال بقية المرضي الموجودين فيتكلم الجني فيقول هذا عنده عين وهذا عنده سحروهذاعنده مس وهذا شرب سحر وهذا عنده كذا وهذا عنده كذا و بادعائه هذا و كذبه على الشيخ الذي يقوم بدوره بنقل كلام الجني للمرضى و كما هو معلوم إن الجن في غالب أحوالهم الكذب و مثله مثل الساحر أو العراف الذي يطلب من الجان الاستخبار لهم في ما لا يرى و هو رجم بالغيب
* من الاستعانة أيضا بالجان بأن يكون إنسان مصاب بالجان فيتحدث الشيخ المعالج مع هذا الجان ببعثه إلى مكان معين ليكتشف به مكان وضع السحر للأشخاص الموجودين في المجلس فيغيب هذا الجني عن ذلك الإنسان المصر و ع و يحضر بعد دقائق فيبدأ بالحديث فيبدأ بالحديث على لسان المريض فيقول بأن السحر موجود في المكان الفلان و تحت الشجرة الفولانية . وعندما يذهبون للبحث عن ذلك السحر فلا يجدون شيئا . و في بعض أحيان أخرى يقوم هذا الجني نفسه بوضع شيء ما في مكان معين فيعينه للشيخ فيذهب الشيخ و يجد مثلا قرطاسا أو خرقه مدفونة تحت شجرة فيظنون بأن هذا السحر فيخرجونه و هو ليس بسحر فهذا يكون من نوع الاستعانة المحرمة التي نهى عنها الشارع وقد وجد بعض المعالجين قد اتفق مع جني أن يساعده في العلاج لبعض الحالات المستعصية , فيناديه بألفاظ متفق عليها , أو يرافقه الجني في رحلات العلاج , ثم يأمره بالدخول في بدن المصروع ليخرج الجني الأخر إن كان اضعف منه .
* و من الاستعانة كذلك من يذهب إلى بعض من يدعون العلاج و قد ذاع صيتهم فيقرءون على الناس القرآن و يستحضرون بعض الجان فيقوم هؤلاء الجان المحضرين بإجراء عمليات جراحية و يستخرجون بعض الأمراض بعد أن يشقوا بطن ذلك المريض دون أن يراق دم أو يرى أثر لهذا الدم ثم بعد ذلك يقومون بخياطة تلك البطن فيقول الشيخ لقد تمت العملية بنجاح و هناك شخص مشهور بالأردن وآخر في إندونيسيا . و هذا العمل برمته دجل و كذب و افتراء و هو قبل ذلك استعانة باطلة محرمة بكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم .
8ـ إستحداث بعض الأدعيه التي ماأنزل الله بها من سلطان :
فقد جاء هؤلاء المعالجون بأدعية لم تكن على عهد رسول الله و لا عهد الصحابة و لا على عهد التابعين رضي الله عنهم أجمعين فهم تجاوزوا أسلوب الدعاء كقولهم ( اللهم أبطل سحر العجائز ) و يكررون كلمة العجائز مرات و مرات و كذلك ( اللهم أبطل سحر اليمن و سحر المغرب و سحر السودان و سحر كذا و كذا ) و هذه من التجاوزات في الدعاء
9ـ تعلق بعض قلوب المرضى بالراقي من دون الله :
لقد أنتشر كثيرا في بلاد الإسلام أن يتفق المعالج مع بعض العطارين فيقرأ على كراتين الماء بكميات كبيرة و يضعها عند هذا العطار ليبيعها باسمه فيأتي قارئ آخر و يتفق مع عطار آخر و يقرأ على كميات كبيرة من كراتين الماء و يضعها عنده لتباع باسمه و يأتي ثالث فيتفق مع عطار آخر حتى يكون عند كل عطار ماء مخصصا لشيخ معين و الحصيلة أن كل هذا الماء قد قرأ عليه القرآن و نفث فيه . فيأتي المريض إلى العطارين فيسأله من الذي قرأ على هذا الماء فيجيبه العطار هذا ماء الشيخ فلان فيجيبه المشتري أنا أريد ماء الشيخ فلان . أي الشيخ الذي يعالجه و بهذه الطريقة يكون هؤلاء المعالجون قد علقوا قلوب المرضى بهم شخصيا و بمائهم و يرفضون الماء الآخر الذي قرأ عليه شيخ آخر و هذا خطر كبير على عقيدة كل مسلم يريد أن يستشفي بالرقية الشرعية فيصبح هذا الماء و هذا الشيخ متعلق قلب العباد به من دون الله ، و قد ذكر النبي صلى الله عليه و سلم " من تعلق قلبه بشيء فقد أوكل إليه .
متفرقات في أخطاء يقع فيها كثير من المعالجين بالرقيه الشرعية
1ـ يطلب بعض المعالجين من المرضى الذهاب إلى البحر و النزول فيه و الاغتسال فيه ظنا منهم أن هذا سوف يبطل السحر عند المريض و هذا العمل ليس له أساسا من الصحة و لا من التجربة . هو مجرد اجتهاد خاطئ و فيه تحميل الناس أعباء فوق أعبائهم و تكليفهم بأمور لا طاقة لهم بها
2ـ يبالغ بعض المعالجين مبالغة شديدة بطريقة الخنق( الزنط) ( الضغط على الاوداج ) مما يعرض حياة المريض للخطر، كما أن هذا العمل أحدث أضرارا نفسية كثيرة للمرضى و اتخاذ موقف سلبي من المعالجين بالقرآن فكل شيء تجاوز حده ينعكس إلى ضده
3ـ المبالغة في الضرب على جسد المريض و أحيانا يكون الضرب لدرجة الموت حدث
كما قبل سنوات في عدة بلاد من بلاد الإسلام و منها الكويت حيث قام شقيق أحد المرضى و المعالج المتطفل بضرب المريض بعصاة المكنسة الصلبة و أبرحوه ضربا ظنا منهم أنهم سوف يخرجون الجني المتلبس في هذا المريض حتى قضوا عليه و مات و هذا دليل على سوء فهم و قصر نظر في مجال الرقية الشرعية
4ـ إرهاق بعض المعالجين للمرضى بقراءة القرآن بشكل كبير لا يطيقه المريض فيبدأ المريض متشجعا ثم بعد ذلك يقف فلا يقرأ شيء من القرآن . و البعض الآخر من المعالجين يرهقون المرضى بأعداد معينة من بعض السور أو الآيات كأن يقول لأحدهم أقرأ آية الكرسي سبعين مرة في اليوم أو مائة و أربعين مرة و كذلك اقرأ الفلق مائة مرة و الناس مائة مرة و الصمد مائة مرة و أواخر سورة البقرة مائتي مرة و كل هذه الأعداد لم يأمر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم و في هذا تجاوز و لو نظرنا إلى سنته صلى الله عليه و سلم لوجدنا أنه أمر مبسط و ليس فيه مشقة و لا أصر و بخاصة في أذكار اليوم و الليلة فالأمر كله مسهل و ميسر و ليست فيه هذه الأعداد بهذه الكميات الكبيرة لذا من أراد فعليه أن يتبع و لا يبتدع
5ـ بعض المعالجين لديهم اعتقادات فاسدة يوهمون بها المرضى بأن لهم قدرات ليست متوفرة عند أحد غيرهم فهم يدعون أن لديهم القدرة في تجميع الجني في عضو معين كالإصبع الكبير في القدم أو كأصابع الإبهام في اليد ثم بعد ذلك يربطون خيطا حول الإصبع و يأتون بمشبك أو دبوس أو إبرة فيغزون هذا الإصبع بعد أن تجمع فيه الدم فيخرج الدم و يقولون بذلك أنه قد خرج الجني و هذا فيه تلبيس من الشيطان على المعالج و تلبيس من المعالج على المرضى ليثبت لنفسه التميز عن غيره من المعالجين
6ـ بعض المعالجين يعتقد بأن لديهم القدرة على إحراق الجني و إخراجه من الجسد
و هذا زعم باطل لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و لو كان كذلك لأخبرنا
به صلى الله عليه و سلم
7ـ يستخدم بعض المعالجين آلات توصل بالكهرباء فيقومون بحرق المريض حرقا كحرق النار ظانين أنهم بهذا الحرق سوف يخرجون الجني المتلبس من ذلك الجسد و هذه الممارسة ممارسة باطلة لا تجوز بحال من الأحوال لما فيه لتشويه جسد المريض و أصابته أصابه مباشرة و هو قبل ذلك محرم لقول النبي صلى الله عليه و سلم " لا يحرق بالنار إلا رب النار
8ـ بعض المعالجين يستخدمون أعشابا قد تكون فيها أضرار على المريض دون علم مسبق بهذه الأعشاب و بعض هذه الأعشاب تستخدمها السحرة و المشعوذون مثل الحلتيت و دم الأخوين و غيرها من الأعشاب مثل بذرة الخروع و هذا ما يكون فيه ضرر على الإنسان بشكل عام و قد يسبب الموت في بعض الأحيان ، ويسمى هذا تطبيب بغير علم و لقول النبي صلى الله عليه و سلم " من طبب و لم يعلم له طب فهو ضامن " أي يضمن بدفع الدية أو القصاص
9ـ للأسف الشديد أن هناك بعضا من هؤلاء المعالجين يحددون آيات معينة من كتاب الله لعلاج أمراض محددة بذاتها مثل آيات لعلاج مرض السرطان وآيات لعلاج مرض الأسنان وآيات لعلاج مرض كذا وكذا وهذا العمل لا يستند فيه إلى دليل شرعي وهذا عبث بكلام الله وهو أمر خطير من ناحية علي القرآن ذاته بحيث لو أن إنسان من العوام حددت له آيات معينة ليقرأها لإصابته بمرض القلب مثلا فقرأها ولم يشفي فان ذلك فيه تشكيك لكتاب الله وأنه ليس فيه الشفاء ويعلم الجميع إنما يأتي الشفاء من عند الله الشافي هذا
10ـ إن بعض الرقاة يأخذ من المريض حياته أو صحته فيحرمه العلاج الطبي أو العلاج الشرعي بالرقية الشرعية عند إنسان آخر موهوب لأجل أن يأخذ بعض الدريهمات فتراه يعده وعوداً كاذبة حتى يداوم على المجيء إليه لأجل المال أو الشهرة، فأقول لمثل هذا الراقي: اتق الله في نفسك وفي إخوانك المرضى، فإن في هذا إهداراً لوقت هؤلاء المرافقين، وتأخيراً لعلاج المرضى.
11ـ إن ما يقع به بعض الأخوة الرقاة هو التشخيص والقطع به وإفهام المريض من أنه يعاني من سحر أو عين ويقطع به، فيصدقه هذا المريض المسكين لأنه قدم له وهو موقن أنه الراقي رجل يقرأ القرآن ولا يكذب، مع العلم أن المراجعين يعانون من ضغوط نفسية لها من يعالجها بالطب النفسي، فالواجب على هذا الراقي أن لا يقطع بمرض معين، ويوهم المراجع بهذا التشخيص الخاطئ،
12ـ ومن الرقاة من يوهم المراجع بأن العين أو السحر أصابه من داخل بيته أو من قرابته أو من العاملات داخل البيت وهذا غير صحيح، ثم يدخل هذا المريض في دوامة هو بغنى عنها ومشاكل أسرية أكبر من المرض الذي يعاني منه، ولهذا ينخدع المريض بهذا الراقي ويتقبل كل ما يقوله ولا يدري هذا المريض أن هذا الراقي غير موفق بهذا التشخيص، ويقول ما لا يعلم، وهذا رجم بالغيب، فكيف يعلم هذا الراقي بأن هذا المرض سحر أو مس أو عين، وكيف يفرق بين المس والسحر والعين ويقطع به؟ وكيف يعلم هذا الراقي أن هذا العمل من السحر من داخل أسرتك؟ وكيف يقول هذا الراقي بأن هذه العين من داخل بيتك؟
13ـ بعض الرقاة يجعل همه جمع المال من المرضى والنظر الى مافي جيوب المسلمين
وإن أجاز العلماء أخذ الأجره على الرقية ولاكن لا تزيد المريض المبتلى بمرضه فلا تزيده بلاء على بلاء ولا تستغل ضعفه وحاجته وإضطراره ولكن أحسن إليه وليكن أجرك على الله فإن الله لا يضيع أجر المحسنين أو لتكن أجرتك على قدر حالته ويسره وعسره فلا ترهقه ولقد تابعت حال بعض المعالجين الذين ضيقوا على المرضى بأخذ أموالهم بطرق غير كريمة فلاحظت أن أموالهم ممحوقة البركة
أما إذا أعطيت شيئا من غير مسألة ولا إشراف نفس فلا بأس من أخذه فعَنْ خَالِدِ بْن عَدِيٍّ الْجُهَنِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُول يَقُولُ( مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلا إِشْرَافِ نَفْسٍ فَلْيَقْبَلْهُ وَلا يَرُدَّهُ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ ).رواه احمد
ولو أن الراقي أخذ ما يعطى إليه تطيباً لخاطر المريض فلا بأس بذلك ، ولكن الأولى أن لا
يأخذ شيئاً حتى لا يظن به وينظر إليه نظرة مادية ، وليكن جزائه وشكره من الله تعالى ،
يقول ابن القيم لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند
الناس، إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت . فيا عبدالله أخلص النية وتجرد من الدنيا وأشفق بحال إخوانك المسلمين وانظر إلى أحوالهم ولا تنظر إلى جيوبهم
واعلم أن معرفتك للرقية وأصولها نعمة قد أنعم الله عليك بها لتنفع بها عباده ، فهي نعمة
قابلة للزوال إن أنت لم تؤدِ حقها وإياك أن تجعل حوائج الناس إليك تتبرم ، وإياك أن تواعد الناس وتخلف الوعد فإن ذلك من صفات المنافقين وإياك والعجب بنفسك فما أنت بشئ إلا بما من الله به عليك فإن أولك نطفة مذره ، وآخرك جيفة قذرة ، وحشوك فيما بين ذلك وعذرة
14ـ عدم إهتمام كثير من المعالجين بتحصين أنفسهم قبل الخوض في العلاج إما كسلاً
أو جهلاً أو ملالاً أو إستعجالاً في العلاج أو نسيانا بل ينبغي على المعالج قبل أن يبدأ
بالعلاج أن يتعلم كيفية التحصين الذي هو من أهم الأمور التي يجب على الراقي أن
يعمل بها في مجال الرقية فالحصن الحصين هو ذكر الله ، وينبغي على المعالج معرفة
كيفية التحصين قبل الخوض في العلاج والمواجهة مع السحرة والمردة والعفاريت حتى
لا يعرض نفسه وأهله وبيته ومن يعالج لتفلت وتسلط وأذى الشياطين وذلك بأن يتبع
الطرق التالية أو نحوها :
# المحافظة على أذكار الصباح والمساء
# المحافظة على صلاة الفجر جماعة
# الإكثار من قراءة القران
# يدعو الله بان يحفظه من شر كل ذي شر لا يطيق شره ، فالله خيرٌ حافظا وهو أرحم
الراحمين .
وإذا لم يحصن المعالج نفسه ، يخشى عليه أن يكون عرضة لأذى المردة والعفاريت، وقد
تتسلط عليه سحرة الجن أو شياطينهم وقت الرقية وذلك بأن يحصل للقارئ بعض لأمور
الغير متوقعه والتي منها :
* لا تهابه الشياطين ويكون عرضة لأذاهم .
* يصاب بالنعاس الشديد .
* الضيق والنفور وعدم الاستطاعة على إكمال الرقية.
* الشعور بالإحباط .
* الوسوسة وتشتيت الذهن وعدم التركيز
15ـ عدم تحصين المعالج أهل بيته:
فتجتالهم الشياطين ويتعرضون لتفلت وتسلط وأذى الشياطين بل يخشى عليهم أن
يكونوا عرضة لأذى المردة والعفاريت، وقد تتسلط عليهم سحرة الجن أو شياطينهم
وقت الرقية أو بعدها فعليه أن يحصنهم وذلك بأن يتبع الطرق التالية أو نحوها :
* يعوذ الأطفال في الصباح والمساء بما كان يعوذ به المصطفي الحسن والحسين
(أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة).
* يعلم الكبار أذكار الصباح والمساء ويأمرهم بالمحافظة عليها .
* يحافظ الجميع على الطاعات وترك المعاصي .
16ـ عدم تحصين المعالج لبيته :
فيكون عرضه لسكن الجن والشياطين فعليه أن يحصن بيته وذلك بأن يتبع الطرق
التالية أو نحوها :
* يخرج من بيته كل محرم من صور وتماثيل وغيرها .
* قراءة سورة البقرة كل ثلاثة أيام .
* الإكثار من صلاة النوافل في البيت .
* الإكثار من قراءة القران في البيت .
* المحافظة على أذكار الدخول والخروج من البيت
17ـ عدم تحصين مكان العلاج :
قبل القراءة على المصاب ينبغي تحصين المكان حتى تفر منه الشياطين الموجودة ومنع
الشياطين التي في الخارج من الدخول إلى مكان العلاج وذلك بأن يقرأ المعالج ما يشاء
مما يأتي بنية التحصين وطرد الجن ومنعهم من الدخول :
- آية الكرسي .
- أول الصافات .
- المعوذتين .
- تلاوة التعاويذ المذكورة في أول الرقية العامة .
- من المجربات رش المكان ( أركان الحجرة ) بماء قرئ عليه آية الكرسي والمعوذات .
18ـ عدم حث المريض على التحصن بالأذكار المشروعة قبل العلاج وبعده :
من المهم جدا أن يحث المعالج المصاب بأن يحصن نفسه حتى لا يؤذى من قبل
الشياطين وقت القراءة ، وكذلك يحث من يتواجد مع المصاب وقت القراءة ، والأهم
من ذلك كله التحصين بعد القراءة حتى لا تتفلت الشياطين على المصاب وتنتقم منه لما
أصابها من أذى وحرق وقت الرقية ، ويكون تحصن المصاب بالتحصينات النبوية
وبآيات من القران والدعاء
19ـ عدم مراعاة بعض المعالجين لعشرة أمورعند تعاملهم مع المرضى وهى :
1) جنس المريض ذكر أو أنثى .
2) عمر المريض ( طفل ، صبي ، شاب ، رجل ، شيخ كبير ).
3) الحالة الاجتماعية ( متزوج ، أعزب ).
4) المستوى الثقافي والعلمي .
5) مركز المريض الاجتماعي .
6) العادات والتقاليد والعرف.
7) محافظة المريض على الصلاة والطاعات ( ملتزم .. غير ملتزم ).
8) بداية المرض وسببه . البحث في سبب المرض بعدة أسئلة توجه للمريض أو لأهل المريض:
هل ولد المريض وهو مصاب بهذا المرض ؟
هل أصيب عقب حمى النفاس التي تصيب المرأة عقب الولادة ؟
هل أصيب عقب إصابته بأي نوع من أنواع الحمى ؟
هل أصيب بعد حادث أو وقع من مكان مرتفع أو أي حادث آخر ؟
هل أصيب بعد عملية جراحية ؟
هل أصيب بعد عراك وشجار ؟
هل أصيب بعد حادثة مؤلمة ( وفاة ، خسارة في تجارة ، رسوب في دراسة )؟.
هل أصيب بعد زواجه ؟،،، وهل كان مرغم على الزواج ؟.
9) تأثير المرض على المريض البدني والنفسي والعقلي .
10) النظر في نوع المرض من أي الأمراض هو وذلك من خلال أخذ المعطيات . تسأل المريض عن بعض الأعراض العامة وأعراض الاقتران في اليقظة والمنام، ولا تسلم بما يقوله المريض لأنه قد يكون كاذباً أو قذفاً من الشيطان على لسانه ليحتار الراقي ، وحبذا لو كانت هذه الأسئلة مدونة حتى ترجع اليها عند الحاجة ، ومن هذه الأسئلة :
§ هل ترى حيوانات تطاردك في المنام ؟ ، ما هي ؟ .
§ هل تعاني من كثرة الإحتلام ؟.
§ هل ترى أحلام مزعجة ( كوابيس ) ؟ .
§ هل تعاني من عدم القدرة على النوم ( أرق ) ؟ .
§ هل تعاني من ثقل شديد في النوم ؟.
§ هل تقوم من فراشك وتمشي بغير شعور منك ؟ .
§ هل تشعر بضيق شديد عندما تستيقض من النوم ؟.
§ هل تعاني بضيق في الصدر خصوصا بعد العصر أو المغرب ؟.
§ هل تعاني من حزن وكئآبة ؟ .
§ هل تجد الرغبة في البكاء بدون سبب ؟ .
§ هل تعاني من حرارة أو برودة في الأطراف ؟.
§ هل تظن أن البعض أو الكل ينوي لك الشر؟ .
§ هل تشعر بنفور من البيت / المجتمع / العمل/ المدرسة ؟.
§ هل يحصل لك النفور من بعض الناس دون سبب ؟.
§ هل تكر الأماكن المزدحمة بالناس ؟.
§ هل تشم روائح أوتسمع أصواتاً غريبة ؟ .
§ هل أنت عصبي المزاج بدون سبب ؟ .
§ هل تزداد الحالة بعد الزعل ؟.
§ هل تأكل كثيراً وبشراهة ؟.
§ هل تعاني من كسل وخمول أو تعب دون سبب ؟.
§ هل تعاني من خفقان شديد في القلب ؟.
§ هل تشعر بخوف وفزع ؟ .
§ هل تشعر بألم في عضو من أعضاء جسدك ؟.
§ هل تعاني من أمراض متتابعة تكاد لا تنقطع ؟.
§ هل تشعر بشرود وضيق في الصلاة وعند قراءة القرآن ؟.
§ هل تشعر بنفور من الطاعات ؟.
§ هل تشعر بثقل على الأكتاف ؟.
§ هل تشعر بثقل في مؤخرة الرأس ؟.
§ هل تعاني من عدم القدرة على التركيز ؟.
§ هل تعاني من نسيان شديد ؟.
§ هل تشعر بالنقص وعدم الاتزان بالقول والفعل ؟.
§ هل تعانين الربط ( الجماع ) ؟.
إذا كانت امرأة تضيف مثل هذه الأسئلة :
§ هل تجدين صعوبه وجهد في أداء واجباتك المنزلية ( طبخ ، غسيل ، تنظيف)؟.
§ هل تعانينن من آلام واضطراب في مواعيد الدورة ؟.
§ هل تعانين من مشاكل الأرحام ( عقم ، إسقاط ، الحيض، الاستحاضة( النزيف)؟.
وأنت تتحدث مع المريض تودد إليه بطيب الكلام وحسن الخلق حتى تشعر أنه بدأ يرتاح إليك ويتقبل منك النصح والإرشاد ولا تكثر عليه ، يقول ابن قيم الجوزية في الطب النبوي : وكل طبيب لا يداوي العليل ، بتفقد قلبه وصلاحه ، وتقوية روحه وقواه بالصدقة ، وفعل الخير ، والاحسان ، والاقبال على الله والدار الآخرة، فليس بطبيب بل متطبب قاصر
التمهيد لعلاج المريض :
قبل البدء بالعلاج ينبغي على المعالج أن يتبع الإرشادات التالية :
* اخرج الصور من المكان الذي تعالج فيه .
* اخرج ما عند المريض من تميمة أو حجاب .
* خلو المكان من الغناء أو مزمار أو مخالفة شرعية .
* يستحب أن تكون على طهارة كاملة أنت ومن معك .
* إن كان المريض امرأة فلا بد من أمرها بالتستر ولا تعالجها إلا في وجود أحد محارمها دون غيرهم أو مع مجموعة من النساء .
* إعطاء المريض وأهله درسا في العقيدة ، بمقتضاه تنزع تعلق قلوبهم بغير الله ،
*أن تذكرهم بالحديث الذي رواه ابن عباس . قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ يَوْمًا فَقَالَ يَا غُلامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الامَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأقلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ . حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ رواه الترمذي ، وفي رواية في مسند أحمد واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيراً وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا.
* تقوم بالتفريق بين طريقتك في العلاج وطريقة السحرة والدجالين .
* تبين لهم أن القران فيه شفاء ، وتستشهد ببعض آيات الشفاء ومنها :
قوله تعالى وَنُنَزّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظّالِمِينَ إَلاّ خَسَاراً).
وقوله تعالى وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لّقَالُواْ لَوْلاَ فُصّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيّ وَعَرَبِيّ قُلْ هُوَ لِلّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ) .
* ينبغي على المعالج أن لا يثير أي جدل فقهي أو مذهبي أو سياسي أو حزبي، حتى يتفادى أسباب الشحناء والبغضاء ، بل ينبغي أن يكون الحوار حول ذكر الله تعالى حتى يطمئن المريض للمعالج ويثق فيه ويتقبل نصائحه ويعمل بها" هذه الفقرة من كتاب وسائل وحماية وعلاج الإنسان صفحة 13".
* ينبغي على المعالج أن لا يتدخل في شئون المريض الخاصة .
* تسأل المريض بعض الأسئلة لتختبر درجة ذكائه وتأثير المرض على عقله ، وعندها يتعين عليك أن تتحدث مع المريض على قدر عقله وعلى قدر عُمره ، وأن لا تبتدع كلاما لا يليق بالمقام ، وخير الكلام ما وافق الحال .
وماذا بعد ذلك ؟
بعد هذه الخطوات تقرأ عليه الرقية كاملة أي تجمع بين رقية المصروع ورقية المحسود ورقية المسحور وتلاحظ مدى تأثر المريض عند قراءة آيات الرقية ولا توحيِ للمريض بأنه مبتلى بمس أو سحر وذلك بتكرار آيات العذاب أو آيات السحر حتى لا ينصدم المريض نفسيا ،
ـ استغل بعض الرقاة القراءة الجماعية لمصالح شخصية وعلى رأسها التجارة ، أعني بيع الماء والزيت والعسل والحبة السوداء وبعض الأعشاب المركبة بأسعار مبالغ فيها ، إضافة إلى فتح الملف وتذكرة الدخول ، ومن القراء من تجاوز حد المبالغة في القراءة والنفث ، فمنهم من أوقف ( وايت ) ماء أمام المقر ينفث فيه بعد الرقية ويبيع الماء بالكميات ،ومن الرقاة من ينفث على العلب المغلقة والأوعية الكبير ( برميل ، خزان ماء ) ومنهم من يرفض النفث على الماء والزيت والعسل الذي يحضره المريض معه لأنه يجب على المريض أن يشتري من الدكان الموجود في المقر ، ومنهم من يطلب المبالغ للقراءة الجماعية والمبالغ الكبيرة للقراءة الخاصة ، ومنهم من يبيع الـمحو الذي عمل بأختام خاصة وبأسعار خيالية ، وهذا منعطف سيئ وأخذ لأموال المسلمين بأساليب غير كريمة ، يقول الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني : واشتط آخرون ؛ فاستغلوا هذه العقيدة الصحيحة وألحقوا بها ما ليس منها مما غير حقيقتها ، وساعدوا بذلك المنكرين لها … وجعلوها مهنة لهم لأكل أموال الناس بالباطـل ومثل أولئك الرقاة مع أنهم قليلون لا كثرهم الله ، فتحوا الباب على مصراعيه لكل ناعق يريد الطعن بالرقاة سواء من المتفيقهين من طلبة العلم أو من فسقة الأطباء وجهلتهم وغيرهم من المنكرين .فهذه السلبية وغيرها جعلت الكثير يدندنون حول منع الرقية الجماعية ويزعمون أن هناك تجاوزات شرعية تحصل عند بعض الرقاة خصوصا عند التعامل مع النساء ، والتخبط في التشخيص ويزعمون أن أكثر المرضى حالات نفسية وأنه يمكن للمصاب أن يقرأ علىنفسه أما ما يذكر عن بعض التجاوزات التي تحصل عند القراءة على النساء فهي تجاوزات فردية تحصل عند بعض الرقاة هداهم الله تعالى ، ولا تعمم على كل الرقاة ، والغالب أنها تحصل بدون قصد ، وما هو حاصل عند بعض الأطباء والسحرة والمشعوذين من كشف على عورات المسلمات والعبث في مواضع العفة منهن بحجة الكشف والتشخيص لا يقارن أبداً ببعض الهفوات التي قد تحصل من بعض الرقاة ، ومع ذلك ومع الأسف أنك لا تسمع طعنا أو تنديداً من أولئك الذين يزعمون أنهم من طلبة العلم
19ـ جهل بعض من المعالجين بالرقية الشرعية بالواقع وبما يحصل للناس من معاناة وأمراض وأسقام وأوهام ووساوس وسهر بسبب المس والسحر والعين ، وهذه الأمور لا تعالج عند الأطباء ، ولعل السبب في جهلهم في هذا الواقع أن أحدهم لم يبتلِ في نفسه أو في قريب له حتى يعلم مدى المعاناة وجهد البلاء ، وحتى يعلم حقيقة أنه ليس كل المرضى يستطيعون أن يرقوا أنفسهم وهل يظن أن تلك الجموع الغفيرة التي تطرق أبواب الرقاة في كل يوم وليلة أنهم من السذاجة والغباء إذ يضيعون أوقاتهم وأموالهم دون نفع أو فائدة ، وهل يظن أن كل هذه الجموع لم تطرق أبواب المستشفيات والمصحات النفسيه ، ولعل طلبة العلم يعجبون إذا ما علموا أن بعض أولئك المراجعين هم من الأطباء وطلبة العلم والقضاة، وأن البعض منهم دفع عشرات الألوف بل لا أبالغ إن قلت أن البعض منهم قد دفع مئات الألوف تكاليف للعلاج و الأدوية والأشعة والتحاليل دون فائدة ؛ ولم يجدوا الراحة والطمأنينة إلا بعدما أن رقاهم الرقاة المخلصين بكتاب الله تعالى
20ـ أن بعض الرقاة يضربون المرضى بالمس ضربا مبرحا ويرجع منهم المصاب وقد عظم بلاؤه وتكسرت عظامه ، وذكر لي أنه قرأ مجموعة من طلبة العلم على مصاب بالمس وما عساه أن تحرك حتى انهالوا عليه ضربا بالعصا على أطراف قدميه بغية طرد الجني ، والنتيجة لم يخرج الجني بل ذهبوا بصاحبهم إلى المستشفى لعلاجه من تفكك عظام قدميه من شدة الضرب ، بل تنشر الصحف عن حوادث كثيرة يصل بعضها الى موت المريض
ومن المعلوم أن من الجن من له خبرة في مخادعة القراء فتجده يتكلم على لسان المصروع ولكنه لم يحضر على جسده حضورا كاملا ، فلو ضرب فإنما يقع الضرب على المصروع ، بعض الجن يحضر حضوراً كاملا ولكنه خبيث ماكر يترك المعالج يضربه المرة والثانية والمصروع لا يشعر بالضرب ، ولكن الخبيث سرعان ما يتنصل خلال الضرب فيقع الضرب على المصروع ، فيوسوس له بكراهية المعالج وبــأنه يضربه متعمداً ، ومن ثم يرفض العلاج مرة أخرى عند الرقاة عموما لأنه سوف يظن أن العلاج بالقران ما هو إلا ضربٌ بالعصا .
بعض المردة والعفاريت وسحرة الجن يعدُّون الضربَ تعدياً وإهانة لهم خصوصا إذا كان في الجسد أو مكان الرقية من صغار أتباعهم من الشياطين ، وبعد الضرب تحصل ردود فعل سيئة من الشياطين فتنتقم من المصروع بالصداع والسهر وغير ذلك.وقد تتفلت على الراقي أو على أحدٍ من أقاربه ، فينبغي أن تتأكد من أن المريض مصابٌ بمس من الجن ، فإن حضر الجني على المصاب فأمره بالخروج من بدن المصروع بدون ضرب ، فإن وافق فالحمد لله ، وإن امتنع عن الخروج استعمل معه أسلوب الدعوة بالترغيب والترهيب فهو أنجع الأساليب التي يقتنع بها الجن بأنواعهم.
إذا رفض قبول الدعوة والنصيحة اقرأ عليه الرقية كاملة ثم أمهله حتى الجلسة الثانية والثالثة مع التزام المصاب بأسباب العلاج المذكورة في باب الرقية . فإنه سوف يضعف ويكون أقبل للنصيحة من ذي قبل فإن رفض ، فإن الله سبحانه وتعالى أعطانا كتابا لو أُنزل على جبل لصدعه ، فعليك بالقراءة المطولة وعليك باختيار آيات العذاب فإن تأثيرها أقوى من الضرب ، بل يوجد من الجن من يتعمد سباب وشتم الراقي حتى ينشغل بضربه وينصرف عن التركيز في قراءة الرقية . وإذا كان لابد من الضرب فتأكد من حضور الجني حضورا كاملا واضرب على الأكتاف والأرداف والأطراف ، وتأكد أن المصاب ليس في جسده عملية جراحية أو جرح ، وتأكد إن كانت امرأة أنها ليست بحامل ، وتذكر دائما قول المصطفى e " مَنْ تَطَبَّبَ وَلا يُعْلَمُ مِنْهُ طِبٌّ فَهُوَ ضَامِنٌ ". رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه
وبدل الضرب يمكن للمعالج أن يضع يده ( مع الرجال والمحارم فقط ) عند الرقية على أماكن لها تأثيرٌ شديدٌ على الجني ، في أي مكان كان داخل جسد المصروع وهذه الأماكن هي :
* جانبي الجبهة ( الاصداغ ) .
* أوسط الرأس .
* بين الحاجبين والأنف ( جذر الأنف ) .
* فوق منطقة أوسط البطن .
* بين الإبهام والسبابة أو يمسك السبابة.
* الضغط على الحاجبين .
* خلف الأذن .
ولو أن الراقي ضرب المصاب ضربا خفيفا على رأسه أو على جانبي رقبته وذلك بأطراف أصابعه ولو بالسبابة فقط ، ينقر رأس المصاب نقراً وقت القراءة تكون على الشيطان كالمطارق من حديد ، وهذه أمور إنما عرفت بالتجربة عند كثير من الرقاة .
مع التنيبه على أن المسح والضرب على الصدر والظهر يكون مع الرجال والمحارم من النساء
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :
قد يحتاج في إبراء المصروع ودفع الجن عنه إلى الضرب فيضرب ضربا كثيراً جدا، والضرب إنما يقع على الجني ولا يحس به المصروع حتى يفيق ويخبر أنه لم يحس بشيء من ذلك ولا يؤثر في بدنه
ولقد ورد أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان يضرب المصاب بمس من الجن بيده الشريفة ، ولكن مع الأسف الشديد فهم كثيرٌ من طلبة العلم أسلوب الضرب فهما خاطئا
21ـ يستخدم بعض المعالجين بالقرآن الكهرباء لتعذيب الشياطين ، فمنهم من يستخدم كهرباء ذات تيار متردد 220/110 فولت والبعض يستخدم منظم للكهرباء فكلما تمرد الشيطان ورفض الخروج زاد المعالج من قوة التيار فيكون كسابقه من المعالجين، يستخدم صنف آخر من المعالجين بعض أجهزة الصعق الكهربائي ذات تيار مستمر تستخدم في الغالب للدفاع عن النفس وأخرى تستخدم من قبل رعاة البقر.
إن استخدام الكهرباء له سلبيات كثيرة ومن الخطأ استخدامها في العلاج ، فمن سلبياته:
* تعلق قلب المعالج بالكهرباء فيضعف يقينه بكتاب الله .
* الكهرباء ذات التيار المتردد تتلف خلايا المخ فيصاب الإنسان باختلاجات عصبية يصعب علاجها .
* تؤثر الكهرباء على المرأة الحامل وجنينها وربما أجهضت ما في بطنها.
* ربما رأى العوام المعالج وهو يستخدم الكهرباء فيطبقون ما يفعل فيهلكون المصاب.
* ربما تنصل الجني وقت الصعقة فيتأثر المصاب فلا يعود بعدها للعلاج.
* غالبية المرضى يأتون للقراء من أجل الاستشفاء بالرقية الشرعية فقط ، والكهرباء ليست من الرقية وليست من الأدوية النبوية ، وقد تصرف قلوب المرضى إلى التعلق بالكهرباء عندما يرون الشيطان يتعذب بالصعق .
* والذي ينبغي أن يعلم في هذا الباب أن الضرب والصعق بالكهرباء والضغط على الأوداج والطعن بالإبر وغيرها من أساليب التعذيب مهما بلغت من القوة والإتقان فهي لا تصل إلى ما تصل إليه الرقية الشرعية بأي حال من الأحوال ، لأن تأثيرها على الشياطين وقتي لا يتجاوز وقت التعذيب أو بعده بيوم أو يومين وليس لها تأثيرٌ على السحر والعين بينما بركة الرقية إن كانت من أهل التقى والصلاح أعظم تأثيرا وأطول أمدا وتطمئن بها القلوب ، ( الّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ)
[ الرعد:28].
إن من أخطر ما يفعله الرقاة في هذه الأيام أسلوب الكشف عن المس عن طريق الضغط على الأوداج ، والبعض منهم إن لم يكن أكثرهم لا يدري ماذا يفعل ولم يفعل هذه الطريقة ، إلا أن أكثرهم يظنون أن الضغط على الأوداج حتى يغمى على المريض فيه دليل على مس الجن للإنس ، وهذه نظرية خاطئة، عارية من الصحة ، فأي شخص يضغط على أوداجة يحبس الدم عن دماغه فيغمى عليه سواء كان به مس من الجن أو لم يكن ، وبعض الناس بمجرد أن يضغط على أوداجه يغمى عليه ، وبعضهم يحتاج إلى فترة طويلة حتى يغمى عليه ، وتتفاوت فترة الإغماء من شخص للآخر ، وبعض الأشخاص يغمى عليه عندما يضغط على أوداجه ولكن تبقى ملامح وجه كما هي لا تتغير فيزيد الراقي في الضغط حتى يكاد أن يموت المريض بين يديه.
وأظن أن هذه الطريق اقتبست من الحديث الذي رواه أحمد في المسند أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فصلى صلاة الصبح ، فقرأ فالتبست عليه القراءة ، فلما فرغ من صلاته قال: لو رأيتموني وإبليس فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصبعي هاتين: الإبهام والتي تليها ، ومن الأثر الصحيح الذي رواه البخاري عن أيوبَ عن محمدٍ قال:كنا عندَ أبي هريرةَ وعليه ثوبان ممشقانِ من كتّان، فتمخط فقال: بَخٍ بَخٍ، أبو هريرةَ يتَمخط في الكتان، لقد رأيتني وإني لأخِرّ فيما بينَ مِنبر رَسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى حُجرةِ عائشَةَ مَغشيّاً عليّ فيجيء الجائي فيضَعُ رجلهُ عَلَى عنقي ويُرَى أني مجنون وما بي من جُنون ، ما بي إلاّ الجوع .
هل كل أنواع الجن تتأثر من الضغط على الأوداج ؟ .
ليس كل أنواع الجن تتأثر من الضغط على الأوداج ، بل إن بعض الجن يطلب من الراقي أن يخنق الممسوس حتى ينصرف ، وأكثر ما يتأثر من الجن بالخنق الجان الذي يكون متمركزا بالدماغ فينقطع جريان الدم عنه فيحضر أحيانا ، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح . فينبغي على الراقي مهما كانت خبرته وتجربته الطويلة في الخنق والضغط على الأوداج أن لا يعرض المريض للموت من أجل أن يتحدث مع الجني أو أن يصرفه ، وأن يحتاط لنفسه فما يدري لعل أجل المريض يكون في تلك اللحظة التي يضغط بها على أوداجه . يذكر الدكتور محمد على البار في كتابه موت القلب أو موت الدماغ : أن القلب يدفع الدم إلى الرأس في ثماني ثواني فقط .. وإلى الرجلين في 18 ثانية ، وإن خلايا الدماغ أقل خلايا الجسم قاطبة تحملا لانقطاع الدم عنها ، وإذا ما توقف الدم عن الدماغ لمدة دقيقتين فإن خلاياه تموت ، وبما أن التنفس لا يتم إلا بناء على أوامر من جذع الدماغ .. تحمله ألاعصاب إلى عضلات التنفس ( الحجاب الحاجز وعضلات القفص الصدري ) فإن موت هذه المنطقة من الدماغ يعني توقف التنفس وبالتالي وفاة الشخص .
22ـ بعض المعالجين بالرقية الشرعية يفضل ويلجأ إلى إستخدام القراة الجماعية:
والمقصود بالقراءة الجماعية أن يجمع الراقي مجموعة من المراجعين في مكان واحد، الأطفال والشباب والكبار في السن ، الذي يصرع والذي لا يصرع ، السليم والمريض . وتستخدم مكبرات الصوت في غالب الأحيان حتى يسمع الجميع الراقي وهو يرتل القرآن ، عندها يبدأ بعض من به مس بالصرع والصراخ والتخبط على مشهد من جميع المراجعين
ولهذه الطريقة إيجابيات وسلبيات ،
فمن هذه الإيجابيات:
* وضوح الطريقة الشرعية من خلال الإطلاع المباشر .
* اغتنام الوقت ومعالجة أكبر عدد ممكن من المرضى .
* يعظم الأجر من الله سبحانه وتعالى بكثرة التنفيس عن أكبر عدد من المكروبين .
* يتأسى المريض بمشاهدة غيره من المرضى فتطيب نفسه حيث أنه سوف يشعر بأنه ليس الوحيد المبتلي ، وربما شاهد من هو أسوا حالا منه ، فيحمد الله على ذلك.
* تفاعل الراقي والمرقي في القراءة الجماعية أكثر من القراءة الفردية .
* القراءة الجماعية مجال رحب للدعوة إلى الله .
* إتاحة الفرصة للمرضى والمساعدين ومن يهتم بهذا الجانب لتعلم الرقية الشرعية الصحيحة عن طريق الإطلاع المباشر .
* كثيرٌ من المرضى لا تساعدة ظروفه الإجتماعية للرقية في بيته ، وهذه المقرات هي الحل الوحيد لهذه المشكلة .
* القراءة الفردية تقتضي تفرغ المريض والراقي في أوقات معينة وفي ذلك حرج على الراقي والمرقي ، بينما الذهاب إلى المقرات ( الرقية الجماعية ) لا يقتضي التزام المريض الحضور في نفس الوقت أو اليوم .
الحكمة من استخدام مكبرات الصوت في الرقية:
إن استخدام مكبرات الصوت خصوصاً في القراءات الجماعية هي في الحقيقة في حكم القراءة في الأذن ، عن عُبَيْدِ الله بن أبي رافعٍ عن أبيه قال: رَأَيْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أذّنَ في أُذُنِ الحَسنِ بن علي حينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمةُ. رواه الترمذي، وعند ابن كثير في تفسيره عن أبي هبيرة عن حسن بن عبدالله أن رجلا مصاباً مُر به على عبدالله بن مسعود فقرأ في أذنه هذه الآية }أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق{ حتى ختم السورة فبرأ فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بماذا قرأت في أذنه ؟" فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" والذي نفسي بيده لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال" ويقول ابن القيم في الزاد: كان شيخ الإسلام كثيراً ما يقرأ في أذن المصروع} أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم الينا لا ترجعون { ، وقد جُربت المكبرات وثبت نفعها بالتواتر عند معظم الرقاة خصوصا في القراءات الجماعية ، ومن فوائد المكبرات أنها توصل صوت الراقي بكل وضوح الى أذن المريض كما هو الحال في مكبرات الصوت في المساجد ومن فوائد مكبرات الصوت أنها تطغى على وسوسة الشياطين وتخبطها فيسمعون الرقية لا محالة ، ومن فوائدها أنها تجعل المريض أكثر تركيزا مع الراقي وتصرف عنه النعاس ؛ مر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بثلاثة من أصحابه رضي الله عنهم مختلفي الأحوال فمر على أبي بكر رضي الله عنه وهو يخافت فسأله عن ذلك فقال:إن الذي أناجيه هو يسمعني ، ومر على عمر رضي الله عنه وهو يجهر فسأله عن ذلك فقال: أوقظ الوسنان وأزجر الشيطان ، ومر على بلال وهو يقرأ آيا من هذه السورة وآيا من هذه السورة فسأله عن ذلك فقال: أخلط الطيب بالطيب. فقال صلى الله عليه وسلم : كلكم قد أحسن وأصاب.
أما سلبيات القراءة الجماعية فهي :
* عدم دراسة حالة المريض وأخذ المعطيات الكافية التي تساعد الراقي في التشخيص الصحيح ، ومن ثم إعطاءه الإرشادات التي تكون سببا في شفاءه من بعد إذن الله تعالى.
فما يدري خراشٌ ما يصيدُ تكاثرت الظباء على خراش
* الصرع النفسي ( الوهمي ) ، تتقمص بعض الحالات النفسيه تخبط المصروعين ، ظنا منهم أن بهم مسا من الجان ، وذلك بسبب مخالطة ومشاهدة الممسوسين وقت الصرع، وقد يكون وحياً من الشياطين ، بل وقد يكون هذا الوهم سببا في تلبس الشياطين للمريض .
* مشاهدة الأطفال للمصروعين وقت التخبط خاصة وما يصدر منهم من صراخ وبكاء وسب وتهديد ، مما يجعلهم يصابون بالهلع والفزع والخوف والأحلام المزعجة ، ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح .
الجمع بين حالات المس فيه سلبيات كثيرة فمن سلبياته :
* تتفلت الشياطين عندما تكون مجتمعه أكثر من القراءة منفردة .
* تتمرد الشياطين وتبرز عضالاتها ، لتظهر شجاعتها وصبرها لغيرها من الشياطين.
* تحضر الشياطين وتخاطب بعضها البعض بصوت مسموع او غير مفهوم ، فلا يستمعون للرقية ولا ينصتون .
* معاضدة الشياطين لبعضها ، فلو كان الشيطان ضعيفاً فإن الشياطين تعاضده بالقول أو بالفعل فيرجع أشـد مما كان عليه عنادا .
* تبادل الخطط بين الشياطين ، عندما يحضر الشيطان ويتحدث إلى غيره من الشياطين فإنه إما يأخذ منه وإما يعلمه ما ينفعه من الكيد والمكر .
* عناد الشياطين وعدم استجابتهم لدعوة الراقي ، لما يكون الشيطان بين مجموعة من الشياطين غالبا لا يستجيب لمخاطبة ودعوة الراقي ، بل ينقلب الأمر الى الجدال والسباب ، بعكس القراءات الفردية فإنك تجد الشيطان أقل عنادا وأكثر مرونة وأدبا.
* إيقاع الراقي في المواقف المحرجة إما بالاعتداء عليه أو بالتلفظ عليه بقبيح الكلام ، وهذا غالبا لا يحصل في القراءات الفردية .
* أحيانا تتفوه الشياطين ببعض الكلمات النابية التي يخشى أن يستخدمها ضعاف النفوس من المراجعين.
* ومن سلبيات القراءة الجماعية أيضا فضح أسرار المريض عن طريق الشياطين وقت الصرع وحوار الراقي مع الجني على مسمع من المراجعين ، وقد رأيت من يستنطق الجن والميكرفون بيده ، والحوار يسمعه الجميع من خلال مكبرات الصوت ، بل وربما سجلت هذه الحوارات من بعض المراجعين .
* إذلال شخصية المريض عند تخبط الشياطين له.
* يتمنع بعض المرضى من الحضور إلى مكان القراءة الجماعية خشية أن يصرع ويصبح حديثا في المجالس .
* يتمنع بعض المرضى من الحضور إلى مكان القراءة الجماعية خشية أن يخرج الجني من الممسوس ويتلبس بهم على حسب ما يزعمون .
* قد يدخل العجب في نفس الراقي بسبب كثرة المراجعين وحصول الشفاء عنده من بعد إذن الله تعالى .
* ومن المؤسف أنه استغل بعض الرقاة القراءة الجماعية لمصالح شخصية وعلى رأسها التجارة وأعني بها بيع الماء والزيت والعسل والحبة السوداء وبعض الأعشاب المركبة بأسعار مبالغ فيها إضافة إلى فتح الملف وتذكرة الدخول ، وهذا منعطف سيئ وأخذ لأموال المسلمين بأساليب غير كريمة ، يقول الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني : واشتط آخرون ؛ فاستغلوا هذه العقيدة الصحيحة وألحقوا بها ما ليس منها مما غير حقيقتها ، وساعدوا بذلك المنكرين لها … وجعلوها مهنة لهم لأكل أموال الناس بالباطـل
ومثل أولئك الرقاة فتحوا الباب على مصراعية لكل ناعق يريد الطعن بالرقاة سواء من المتفيقهين من طلبة العلم أو من فسقة الأطباء وجهلتهم وغيرهم من المنكرين .
ولو عظموه في النفوس لعظما لو أن أهل العلم صانوه صانهمْ
محياه بالأطماعِ حتى تجهـما ولكن أهانوه فهونوا ودنسوا
وكم أتمنى أن يتدخل ولاة الأمور ويمنعوا هذا الصنف من الرقاة من المتاجرة باسم الرقية، ولا أعني منعهم من القراءة فلعل الله أن ينفع بهم المسلمين ، وأنا أظن بأن البعض منهم سوف يتوقفون عن الرقية إذا ما منعوا من البيع وأخذ الأموال من المرضى ، وعندها يعلم من يبكى ممن يتباكى.ولا أعني أولئك الذين يضطرون لأخذ مبالغ قليلة ومعقولة لتغطية مصاريف وإحتاجات المقرات المستأجرة .
ويمكن الحد من سلبيات القراءة الجماعية باتباع الضوابط التالية :
* منع التجارة باسم الرقية والنفث المبارك .
* تقسيم المكان إلى ثلاثة غرف أو أكثر .
* غرفة للحالات التي تصرع .
* غرفة للأطفال وكبار السن والمعوقين .
* غرفة للحالات الجديدة والتي لا تصرع .
* عدم مخاطبة الشياطين إلا لضرورة كأمره بالخروج وأخذ العهد عليه .
* المحافظة على شخصية المريض ، وذلك بعدم ضربه أو التسبب بتمزيق ثيابه ، وغير ذلك من الأفعال التي قد تسيء إلى شخصيته وهيبته .
* ينبغي أن يطلب الراقي من المريض وخصوصاً الحالات التي تصرع تقريراً عن مشكلته وأسباب مرضه ، حتى يميز بين الصرع النفسي والصرع الحقيقي وحتى يتعرف على حقيقة المرض من خلال المتابع والمعطيات .
* التفريق بين الشياطين وقت الرقية قدر المستطاع ، وعدم ترك الفرصة للشياطين لتحاور مع بعضها.
* منع الحالات الصعبة المتفلتة ( التي تتخبط وتتفوه بكلمات وقحه ) من الحضور في القراءات الجماعية والقراءة عليها منفردة.
23ـ أن بعض المعالجين يقرأ بنية الجذب والإحضار في غير حالة الكشف عن وجود المس أو لمخاطبة الشيطان ، أو لجذب الجن الخارجي ، أو لجذب الشيطان في جسد المريض حتى لا يتعب المريض وتكون القراءة على الشيطان أشد ، لأن القراءة بنية الجذب والإحضار تجعل المريض يتعب وذلك لظهور التلبس على طبعة وتصرفاته ولكن يمكن القراءة بنية الجذب والإحضار في بداية الرقية وفي آخر القراءة يقرأ الراقي بنية الطرد والإبعاد والتحصين ولا يترك المريض حتى يتأكد من انصراف الجني
24ـ بعض المعالجين يقراء بنية التعذيب والحرق ، فالقراءة بهذه النية تنفع كثيراً في القراءات الفردية المطولة ، ولكن ليس على كل مصاب ، فينبغي أن لا يقرأ على المريض بهذه النية إذا لم تتوفر فيه الاعتبارات التالية:
* أخذ المعطيات عن الحالة ومدى تفلت الشيطان على المصاب ومعرفة سبب الاقتران .
* ينبغي أن تكون مدة القراءة طويلة " ثلاث ساعات أو نحوها" .
* مواصلة المريض على الرقية ( معدل ثلاث جلسات في الأسبوع ).
* تحمل المريض التعب وقت الرقية وبعدها .
* لا يكون المريض كبير السن .
* لا تكون المريضة امرأة حامل .
* لا يكون التلبس قديم جداً أو كان بسبب السحر أو العين. حيث أن إبطال السحر وصرف العين مقدم على حرق الجني .
* لا تُسبب استثارة الجني مفسدة راجحة تضر بالمريض في بدنه أو سمعته وقت الرقية أو بعدها ، أو تؤدي إلى نفور المريض من الرقية
25ـ إن البعض من المعالجين يظن أن الذي به جن لا بد وأن يتخبط به الجان حال حضوره ، ولا بد وأن يكون حضور الجان حضوراً كليا ، وهذا فهم خاطئ ، وذلك أن حضور الجان على الإنسان له أشكال عدة فمنها :
*حضور الوسوسة
*حضور على عقل المريض
*حضور على عقل المريض من غير تلبس
*حضور على بدن المريض
*حضور مزدوج
*حضور كلى
*حضور مشترك
26ـ بعض المعالجين يمتنع من وضع يده على المريض مع أن ذلك له فوائد على المريض:
ومن الفوائد التي تفيد الراقي في التشخيص عند وضع اليد على رأس المريض أو مكان الألم :
* يلاحظ المعالج إذا كان هناك نبضاً غير طبيعي لعروق الرأس .
* يلاحظ المعالج إذا كان هناك رعشة غير طبيعية .
* يشعر المريض بحرارة شديدة تخرج من يد الراقي .
* يشعر المريض بثقل يد الراقي وكأنها جبل على رأسه أو صدره.
* يشعر المريض بدوران في رأسه حتى أنه يكاد أن يغمى عليه.
* أحيانا بمجرد ان يضع الراقي يده على رأس المريض يصرع المريض .
* ومن فوائد وضع اليد على رأس المريض ما ذكره ابن حجر في الفتح في باب وضع اليد على المريض يقول : قال ابن بطال: في وضع اليد على المريض تأنيس له وتعرف لشدة مرضه ليدعوا له بالعافية على حسب ما يبدوا له منه ، وربما رقاه بيده ومسح على ألمه بما ينتفع به العليل اذا كان العائد صالحا .
وممن خلال المتابعة نلاحظ أن بعض الذين بهم مس من الجان لا يتحملون الحرارة التي تخرج من يد الراقي حال الرقية والبعض يقول إني أشعر وكأن يد الراقي جبل على صدري ، وذلك ببركة كلام الله تعالى.
وننبه بأن وضع اليد يكون مع الرجال والمحارم من النساء
إنتهى الجزء الأول وإنتظرونا مع الجزء الثاني .
*************
جمعها ورتبها وعتنى بها : أبناء بن حازب ـ المدينة النبوية
سم الله الرحمن الرحيم
الموسوعة الذهبية في أخطاء بعض أصحاب الرقية الشرعية
الجزء الثاني
الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
منشأ الخطورة في هذه القضية هو ما حصل في هذه الأزمنة من توسع وإفراط في مسألة الرقى, حيث أدخل فيها ما ليس منها: من البدع المحدثة, والممارسات المخترعة والتي لا أصل لها في كتاب الله, ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا هدي الصحابة الكرام رضي الله عنهم, ولكنها إلى الشعوذة أقرب وألصق, مما ساهم في انتشار الأوهام والوساوس والخوف والهلع، وتغلل ذلك في قلوب الكثيرين من المتعاطين لهذه الأمور، فقد كثر الكلام بلا علم، وكثر التطبب من غير معرفة وفهم لأصول الطب والعلاج, وأصبحنا نرى من يعالج بالرقية – والرقية الشرعية – والمعالج المزعوم من أبعد الناس عن العلم الشرعي وأهله, وقد شاع الأمر وانتشر وسيطر الوهم على كثير من النفوس, وضعف التوكل على الله تعالى, وتعلق الناس بالمخلوق الضعيف، بدلاً من تعلقهم بالخالق القوي اللطيف.
يضاف إلى ما سبق توسع البعض وانتهازهم الفرصة لجلب الأموال من هذا الطريق, وقد تحول الأمر من كونه جعلا تسد به الحاجة، إلى مصدر واسع ومفتوح للترف والسر ف والجشع والابتزاز. من أجل هذا كله جاءت الموسوعة في جزءها الأول والثاني قياماً بواجب النصيحة والتحذير من مغبة هذا الأمر, وما يجره من فتن ومفاسد وانحرافات تتعلق بالعقيدة والأخلاق ولقد جاءت هذه الموسوعة التي لا تنقصها الصراحة والوضوح نصحاً لله ولرسوله ولكتابه وللمسلمين عامة. نقدم لكم هذه الموسوعة في جزءها الثاني ونسأل الله سبحانه أن ينفع بها، وأن يجزي خيراً كاتبها إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله و صحبه وسلم تسليما كثيراً
27ـ التكلم مع الجان ومخاطبتهم:
أن بعض المعالجين يقومون بالتكلم مع الجان في غير حاجة لمصلحة المريض بل
تجدهم يخوضون في الحديث والقيل والقال وكثرة السؤال وكل ذلك إما جهلاً منهم
أو عجباً بأنفسهم وحب الظهور أو استطابة الحديث معهم ولا يدرون أن فـي ذلك
استدراجا لهم من قبل الجان إما بالتلاعب بعقيدة المعالج أو إذاء المريض بطول
المكوث فـي جسد ه وذلك يتعب المريض أو لإحداث الفتن بيـن المريض وأقاربه
وما عرفه وغير ذلك... وكـان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد على قوله
( اخرج عدو الله أنا رسول الله ) وكان هذا شأن السلف كما ذكر أبن القيم عن
شيخ الإسلام بن تيمية قال: شاهدت شيخنا يرسل إلى المصر وع من يخاطب الروح
التي فيه ويقول: قال لك الشيخ: اخروجي فإن هذا لا يحل لك فيفيق المصر وع
وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح مارده فيخرجها بالضرب فيفيق المصر وع
ولا يحس بألم. و لا بأس من مخاطبة الجان على القدر التي تدعوا إليه الحاجة
مثل سؤاله عن سبب دخوله وأين مكان السحر أو عن اسمه لمخاطبته بذلك.
ولكن لا نصدقه ولا نجزم بما يقول في كل شي لأنهم معروفون بكثرة الكذب.
ولا نسألهم تلك الأسئلة المثيرة للفتن كا سؤالهم عن من سحر المريض أو من
أصابه بالعين أو من يكره المريض ومن لا يحبه أو عما يكرهونه ويؤذيهم من
علاجات وإستطبابات فإنهم قد يكذبون عليه فيصفون له علاجاً يستحسنونه
ولكن فيه أذى للمريض. ولا بأس في مخاطبته بالنصيحة ودعوته للإسلام
وترغيبه وتخويفه إن لزم الأمر ذلك. بشرط عدم الإطالة لأنها تجر إلى مالا
يحمد عقباه . لان سلطان تأثير الجان في القلوب الضعيفة قويا وخطره عظيم
28ـ استخدام بعض الحيوانات:
وبعض المعالجين يستخدم بعض الحيوانات اللاتي يعتقدون أنها تأكل الجن
مثل الذئاب وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز عن ذلك فأجاب عن
ذلك وهذا نص جوابه ( لا يجوز اتخاذ الذئاب لهذا الغرض وهذا منكر )
ولا عطر بعد عروس. وقال صاحب كتاب النذير العريان: وقد سمعنا عن
الديك الأبيض وللأسف قد ورد في ذلك حديث موضوع لعله مستندهم وهو
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اتخذوا
الديك الأبيض فإن داراً فيها ديك أبيض لا يقربها شيطان ولا ساحر ولا
الدويرات حولها ) روي في مجمع الزوائد وفي سند هذا الحديث محمد بن
محصن العكاشي وهو كذاب. ولقد رأينا مثل هذا بأم أعيننا والله المستعان.
29ـ النفث الجماعي:
لقد تكلمنا في الجزء الأول من الموسوعة عن القراءة الجماعية فوائدها وعيوبها
وهنا نريد أن نتكلم عن النفث الجماعي على مجموعة كبيرة مـن المرضى بقراءة
واحـدة ونزيد من البيت شعراً أنهم بهذه القراءة ينفثون على المئات مـن قوارير
الماء والزيت فيدورون على أوعيتهم فيتفلون فيها واللعاب والرذاذ الذي خالط القراءة
قد ينقضي في الوعاء الأول والثاني فمن أين لهذا القارىء أن لعابـه كله مبارك حتى
ولو لم يخالط قراءة القرآن فكيف يستجير أن يتفل في مائة وعاء أو أكثر بناً علــى
قراءة واحــدة بل وعلى الكريمات والأدوية المختلفة الشعبية منها والطبية فيقرأون
عليهم جميعاً قــراءة واحدة حرصاً على كسب الوقت أمام كثرة الزائرين فأين الدليل
عـلى هذا من عمل السلف الصالح فلكم سمعنا وسنسمع عن ذلك الهاث المزري خلف
الدرهم والدينـار سمعنا ورأينا مـن الجلسات العامة التي بقـراء فيها المعالج ثم ينفث
للجميع أو على الجميع في مسرحية هزلية أشبه ما تكون بلعب الحواة والمهرجين في
( السرك ) ولئن أنكر الشيخ محمد بن إبراهيم التوسع في الرقية في حينه فكيف لو رأى
ما يحدث الآن؟ فتجد الواحد منهم يدخل من حضر من المرضى وغيرهم ثم بقراء عليهم
جميعاً مرة واحـدة في ( الميكرفون ) ثم يمرون عليه أو يمر هو عليهم واحــــداً
واحدا ليتفل لكل واحداً منهم في وعائه وقد يستمر التفل لمدة ســاعة بحسب العدد
الموجود كــل هــذا بالقراة الجماعية التـي قرأها بالميكرفون مـا هذا التوسـع
الرهيب واللهث العجيب. لقد أتـى القوم بما لم يأت به الأوائل مما لم يرد عن
محمد صلى الله عليه وسلم
وكل ذلك إما جهلاً وإما تكاسلاً وإما كسباً للوقت وإما كسباً للدراهم وإما تقليداً
وإما إتباعاً لي أهوائهم وشهواتهم ومآ ربهم والله المستعان.
30ـ القول بلا علم في التشخيص:
ذلك أنهم إذا قرأوا على المريض ولم يتكلم الجني على لسانه قالوا: ليس فيك
جني وأنت بك عين أو ليس بك جني ولا عين ونحو هذا ولسان حالهم يقول:
إننا لا نقرأ على المصر وع إلا ويلزم أن تخاطبنا الجن وتتكلم خوفاً وفرقاً منا
أو من قراءتنا وليس على هذا إثارة من علم فإن المصر وع إذاء قري عليه
وخُوِف الجن الذي بداخله فقد يتكلم الجني ويخاف وقد لا يتكلم و لا يخاف !
فمن أين لهم القطع بأنه ليس في المقروء عليه جني أو عين ؟ وقد يترتب
علـى هذا أن المريض يترك الأدعية النبوية والرقية الشرعية في مثل هذه
الحالات بناء على قول القارىء قال سبحانه وتعالى ( ولا تقف ما ليس لك به
علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا )
31ـ قولهم الرقية هبة من الله لشخص دون آخر:
منهم من يقول أن الرقية هبة من الله لشخص دون آخر. وليست الرقية أمنية يحققها أي إنسان. وليست علم يتعلم. ولا إخلاص نية لتحقيق الأمنية فكثير من المراجعين تمر عليهم سنين وهم يراجعون هذا الراقي ولم يفلحوا بشيء.
32ـ قولهم القران لا يشفي جميع الأمراض:
منهم من يقول أن القرآن لا يشفي جميع الأمراض العضوية مثل السرطان والرمتزم والحساسية وغيرها إلا ما كان من عين أو مس أو سحر.
33ـ التقصير في النصح والإرشاد:
منهم من إذا سأله المريض أو المرافق مع المريض ماذا تنصح به المريض ( يقصد
النصـح الإرشادي والتوجيهي ) فتجد يبادر ويقول له خذ له عسلا من عندنا أو زيت
حبة البركة أو ماء وكل ذلك مقرئي فيه فيترك توجيهه وإرشاده و نصحه.
24ـ أسعار الزيت والماء وغيرها:
منهم من يجعل للماء والزيت وغيرها أسعار مختلفة بحسب القراءة فمنها الذي قراء
عليه كامل القران ومنها الذي قراء عليه نصف القران أو ربعه وهلم جرا
25ـ علاجهم بحسب حالة المريض الاجتماعية:
ومنهم من يعالج المرضى بحسب حالاتهم الاجتماعية المالية والمكانية وقد سمعنا أن
احـــدهم يرسل مساعده لينظر إلى سيارات المرضى فإن كانت فارهة اهتم بعلاجه
وإن كانت غير ذلك عالجه بحسب تلك السيارة وقد يصرفه ويعتذر منه. أو قد يسلمه
إلى مساعديه وقد لا يطلب منه المجيء مرة أخرى.
26ـ العجب بالنفس وكشف أسرار المرضى:
منهم من تجده إذا جلس في المجالس العامة أو الخاصة تكلم عن نفسه ومن عالج وماذا
حصل معه مـن أمور غريبة وكيف واجه أعتا الشياطين فتجد أنه قد كشف بعض أسرار
المرضى التي ينبغي سترها لا أن المعالج مؤتمن علـى أسرار مرضاه وقد يصاب بعض الناس بالأوهام والوساوس والخوف من جرأ تلك القصص والأحاديث فيضر أكثر مما ينفع.
27ـ طرق جديدة ومحدثة للكشف على المرضى:
فقد جاء التوسع في باب المجربات حتى تجاوزت الحد الذي ينبغي أن تكون عليه
فأخذت نصيبها من البدع والهواء والشبهات والشهوات وكل ذلك إمــا جهلاً أو
تقليداً أو تجريباً فكل مــن أتى بشي والذي بعده يزيد عليه حتـى تسمع وترى
ما يتفصد له الجبين عرقاً . وقـد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (أن حصول النفع
لا يعني مشروعية الوسيلة). أما أن يفتح الباب لكل سائبة ومتردية ونطيحة وأكيلة
سبع لتدخل وتمر تحت ستار التجارب فهذا تفريط خطير لا يمكن أن يقبل بحــال
من الأحوال. فعلى الناصح لنفسه أن يحتاط لدينه وألا يقلد تقليداً أعمـى كالبهيمة
وأن يتحرى المحكم الثابت عـن النبي صلى الله عليه وسلم وأن يتقي الشبهات وألا
يحوم حول الحمى لئلا يوقعه وعند ذلك لن ينفعك أيها المسكين أن تقول: قـال به
فـلان وفــلان من الكبار وجرب ونفع... جرب ونفع فهذه أيضاً حجة أهل البدع
ينسبون الباطل إلـى الكبار ويقولون: جـرب ونفع. فارجع إلى ما حررنا من كلام
شيخ الإسلام في التجريب ـ لترى أن التجريب لا يفرق بين الحق والباطل وبين
المخطىء والمصيب.
1ـ منهم من يعالج المرضى عن طريق سماعة الهاتف.
2ـ منهم من يستغني عن القراء المباشرة على المريض بالسماعات على الأذن.
3ـ منهم من يدعي أنه قادر على قتل الجن بواسطة إبرة مقروء عليها الرقية
وذلك بجمعه مابين السبابة والإبهام أو الضرب علـى جبهة المريض فيقولون
إذا خرج دم أسود أن الجني قد قتل وأيضاً يسألون المريض بعد وغزه بالإبرة
على جبهته ما ذا رأيت ؟ هل رأيت كواكب ؟ فإذا قال : نعم . قالوا له بتلبسك
جني طيار وإذا رأى بحر قالوا: أنت يتلبسك جني غواص وهكذا !
ولقد رأينا وسمعنا ذلك بأم أعيننا والله المستعان.
4ـ ومنهم من يستخدم الذئب والديك الأبيض محنطاً وغير محنط لتخويف وقتل الجن
كما ذكرنا ذلك سابقاً في فقرة 28.
5ـ ومنهم من يستخدم طريقة الكشف بالنظر وهى أن ينظر المعالج في عين المريض
أو المريضة و يأمراهما أن ينظرا في عينيه وهو يقرأ القرآن ليطرد الشيطان
ويحرقه. أي عصفوران بحجر واحد.
6ـ ومنهم من يطلب من المراة أن تفتح فمها بحثاً عن الجني هنا أو هناك.
7ـ ومنهم من يطلب من المراة أن تكشف عن صدرها ليقرا الشيخ المبارك
وينفث على صدرها بل أن بعظهم قد تجاوز ذلك بأن يعالج الرجال والنساء
بالتجرد الكامل مــن الثياب ثم يقوم بتدليك كــل الجسد جميعه بالزيت.
وقـد سئل فضيلة الشيخ ابن جبرين إذا احتاجت المراة إلى القراءة عليها
فهل يجوز للقارىء أن يمس شيئاً من جسدها اثنا القراءة أو يكشف شيئاً
من اليدين أو الصدر للنفث عليه ؟
أجاب فضيلة الشيخ: لا مانع مــن استعمال الرقية على المراة مع النفث والنفخ
لا كـن لا يحل لها أن تكشف شيئاً مـن جسدها لغير النساء أو المحارم ولا يحل
للقـاري الأجنبي أن يباشر لمس بشرتها بدون حائل بل يقرأ عليها وهي متحجبة
أويقرأ عليها أحد نسائها أو محارمها أو تقرأ هي على نفسها بما تيسر من القران
فالكل يرجى فيه الشفاء والنفع من الله وصلى الله عليه وسلم 22/10/1414هـ
8ـ ومنهم من يخلو بالنساء الأجنبيات دون محرم معها
وقد سئلت اللجنة الدائمة: من زوج عن علاج زوجته التي أصيبت بمرض نفسي
ويريد أهلها أن يذهبوا بها إلى الكهنة.
فكان الجواب: ( أحسنت بعلاجها بقراة القران عليها ورقيتها بالأدعية النبوية
المأثورة لكن يحرم خلوة الأجنبي الذي يرقيها بها ويحرم عليها أن تكشف شيئا
من عورتها أمامه أو يضع يده عليها ولو توليت علاجها بذلك أو تولاه أحد
محارمها كان أحوط ونرى أن تعالجها أيضاً بالمستشفى ونحوه عند دكتور
الأمراض النفسية فإنه متخصص في علاج هذا المرض أما عرضها على الكهان
والذهاب بها إليهم للعلاج فممنوع لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من أتى
عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ) رواه مسلم في صحيحة
ولقوله صلى الله عليه وسلم ( من أتى كاهناً وصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل
على محمد ) وفق الله الجميع لا تباع الحق والتمسك به وترك المخالفة.
فتوى اللجنة الدائمة 1/ 162 ـ 183 ( 7323 ).
9ـ و منهم من يضع المصحف على صدر المريض أو على راس المريض أو على أي
جزء من جسده ومن المعلوم أن الذي يؤثر في المريض هو كلام الله بقراءته باليقين
الصادق بأن فيه الشفاء كما أخبر سبحانه وتعالى وأن يكون بنية رقية شفاء المريض
من المرض الذي به بل قد وصل الأمر إلى أنهم يمنعون خروج الجان من أجزاء من جسد المريض مثلاً إذا أراد الخروج من بطنه وضع المصحف على بطنه لمنعه من الخروج من هذا الموضع وكذلك من عينه أو من ظهره وهذا كيف لو أراد
الخروج من فرجه هل سيضع المصحف على فرجه والله المستعان ولا حول ولا قوة
إلا بالله.
10ـ منهم من يستخدم الملح لطرد الجان من المنزل أو إزالة العين برشه في زوايا المنزل
وعند عتبات الأبواب بعد قراءة الرقية الشرعية عليه وليس على هذا دليل من الكتاب
أو السنة الصحيحة.
11ـ منهم من يفرق بين المسحور والملبوس بعمل اختبار وذلك بقراءة آيات معينة في كفك اليمنى فحيث يكون نفسُك أو بعض ريقك في كفك ثم ضع كفك أمام عين المريض واطلب منه النظر فيها فإذا لم يستطع النظر مطلقاً أو باهتزاز في بصره (زغللة )
أو رأى كفك حمراء جداً أو رأى كفك أسود اللون أو رأى به صلباناً _ جمع صليب_
أو حدث له سخونة في رأسه أو أي عارض من العوارض الفجائية فهو بلا شك ومائة
في المائة مسحور أو ملبوس أو الاثنين معاً. فمن أين لهم هذا.
12ـ منهم من يعالج بالبسملة وذلك بأن تقول في الشهيق بسم الله في أوله وأخره وذلك لمدة خمس دقائق ويزعمون أن ذلك يضيق على الشيطان مجاري التنفس مما يؤذيه فيجعله
يخرج من جسد المريضالمس.مس. من والمس.مس .
13ـ منهم من يقوم بكتابة آيات من القران الكريم تحت سرة المريض.
14ـ منهم من يقوم بكتابة حرف (ن) أو(ك) على جبهة المريض ثم يخاطب الجني قائلاً
حبستك بنون والقلم وما يسطرون حبستك بـ (ق) والقرآن المجيد.
15ـ منهم من يقوم بكتابة آيات معينة على عدد معين من البيض ثم يؤكل هذا البيض
16ـ منهم من يقوم بكتابة آيات من القرآن الكريم على شكل دائري على ورقة بيضاء
ويضعها أمام المصر وع فيهرب الجني ويحبس في هذه الدائرة.
17ـ منهم من يقول إذا كنت تعالج فتاة لم تتزوج لابد من تحصينها فتقول بسم الله
على عرضك ومستقبلك. ويعلل ذلك بقوله: حتى لا يخرج الجني من فرجها
فيفض غشاء بكارتها.
هذا ونحمد الله على أن يسر كتابة هذا الجزء الثاني من الموسوعة الذهبية والتي نسأله سبحانه
أن ينفع بها وما كان منها من صواب فمن الله وما
كان منهامن خطاء فمن أنفسنا ومن الشيطان

Sumber http://abu-riyadl.blogspot.com